أصدرت جامعة «UiT The Arctic University of Norway» في النرويج، دراسة جديدة تحذر من أن ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في التيارات المحيطية، مما يثير قلق العلماء بشأن تأثيرات تغير المناخ.
ونُشرت الدراسة، في دورية «Nature Communications»، إلى أن زيادة ذوبان الجليد أسهمت في حدوث برودة ملحوظة في شمال أوروبا في عصور سابقة.
تُعرف التيارات المحيطية باسم «الحزام الناقل الحراري»، لأنها عبارة عن نظام معقد من التيارات المائية التي تتحرك عبر المحيطات، ويؤثر بشكل كبير على المناخ والطقس حول العالم، ويتكون من تيارات سطحية تتحرك في الطبقات العليا من المحيطات تؤثر عليها الرياح، وتيارات عميقة تتحرك في أعماق المحيطات تؤثر على توزيع الحرارة والملوحة، وينقل المياه الباردة من المناطق القطبية إلى المناطق الاستوائية
وتتوقع بعض الدراسات أن المحيط القطبي الشمالي سيصبح خاليًا من الجليد خلال فصل الصيف بحلول عام 2050، لذا يحذر علماء المناخ من خطر احتمال حدوث تغييرات دراماتيكية في دوران المحيطات في الأطلسي، عبارة عن تحولات كبيرة في حركة المياه تؤثر على المناخ والبيئة البحرية بشكل ملحوظ وتترك آثارًا دائمة وغير قابلة للإصلاح.
وتعتبر البحار النوردية، الواقعة بين غرينلاند والنرويج، منطقة حيوية لنقل الحرارة المحيطية، مما يؤثر بشكل كبير على أنماط الطقس في مناطق أبعد منها. وشهدت الأرض درجات حرارة أعلى وأحجام جليدية أقل قبل أكثر من 100000 عام، أدت إلى ارتفاع مستويات البحر.
واستخدم فريق البحث تقنيات متعددة لتحليل رواسب من البحار النوردية بإعتبارها كبسولات زمنية تحتفظ بمعلومات عن الظروف البحرية السابقة. وتمكن العلماء من فهم كيفية تغير المناخ والبيئة البحرية عبر الزمن من خلال تحليل الخصائص الكيميائية الموجودة في الرواسب، مما يساعد في تقدير تأثيرات التغيرات الحالية والمستقبلية.