أوضحت دراسة حديثة أن الديناصورات نجت وازدهرت بعد فترة من البرودة الشديدة، وليس بسبب الحرارة كما كان يعتقد سابقًا.

تركزت الدراسة على الانقراض الجماعي في نهاية العصر الثلاثي، الذي وقع قبل 201.6 مليون سنة، وشهد اختفاء ثلاثة أرباع الأنواع على الأرض بشكل مفاجئ، وارتبط باندلاع ثورات بركانية ضخمة.

وكشف الباحثون أن الانفجارات البركانية في تلك الفترة أطلقت كميات هائلة من الكبريتات التي عكست أشعة الشمس، مما تسبب في تبريد الكوكب بشكل مفاجئ. واستمرت هذه الأحداث لمئات السنين فقط، لكنها أدت إلى «شتاءات بركانية» أثرت بشدة على الحياة البرية والنباتية، وأدت إلى اختفاء العديد من الكائنات الحية التي لم تتمكن من التأقلم مع البرودة القاسية.

تشير «الشتاءات البركانية» إلى فترات من البرودة الشديدة التي تلي الانفجارات البركانية الضخمة. يحدث ذلك عندما تطلق البراكين كميات هائلة من الرماد والغازات، وخاصة ثاني أكسيد الكبريت، إلى الغلاف الجوي. مما يؤدي إلى تشكيل طبقة من الهباء الجوي في الستراتوسفير، تعمل على حجب أشعة الشمس وتبريد سطح الأرض.

اعتمد الباحثون على تحليل التراكيب المغناطيسية، أنماط تنشأ نتيجة توزيع الحقول المغناطيسية، في الرواسب البركانية القديمة في المغرب وأماكن أخرى. ولاحظوا أن التوجهات المغناطيسية لجزيئات الصخور تدل على أن الثورات البركانية كانت متقاربة جدًا زمنيًا، بحيث حدثت عدة نبضات بركانية هائلة خلال فترة قصيرة لم تتجاوز 100 عام لكل منها.

تسبب النشاط البركاني الضخم في انبعاثات ضخمة من الكبريتات أدت إلى تبريد الكوكب بشكل سريع، مما ساهم في انقراض العديد من الكائنات الحية. ومع مرور الوقت، ارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون بشكل تدريجي، مما ساهم في ارتفاع درجات الحرارة مرة أخرى، لكن الضرر الأكبر كان قد وقع بالفعل بسبب البرودة الفورية.

أوضح بول أولسن، أحد المشاركين في الدراسة، في بيان صحفي حصلت «المصري اليوم» على نسخة منه، أن تركز الأحداث البركانية في فترة قصيرة يزيد من تأثيرها البيئي المدمر. وأشار إلى أن الثورات الصغيرة المتفرقة على مدى آلاف السنين لن تؤدي نفس التأثير المدمر كالذي أحدثته الثورات المتلاحقة والمركزة.

تقدم الدراسة فهمًا جديدًا حول أسباب الانقراضات الكبرى ودور البراكين في تشكيل مسار الحياة على الأرض.