أظهرت دراسة جديدة من مختبر الذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) أن الجمع بين البشر والذكاء الاصطناعي لا يحقق دائمًا نتائج أفضل في مهام اتخاذ القرارات، لكنه يُظهر إمكانات كبيرة في المهام الإبداعية.
الدراسة، أجراها الباحث ميشيل فاكارو وأساتذة من كلية سلون للإدارة في MIT، ونُشرت في دورية Nature Human Behaviour.
وتناولت التحليل الشامل لـ 370 نتيجة من 106 تجارب مختلفة تتعلق بأداء الفرق المكونة من البشر والذكاء الاصطناعي، وركزت على مقارنة ثلاث طرق لأداء المهام: أنظمة بشرية فقط، وأنظمة ذكاء اصطناعي فقط، وفرق بشرية-ذكاء اصطناعي.
وأظهرت النتائج أن الفرق البشرية-الذكاء الاصطناعي أدت بشكل أفضل من البشر وحدهم، لكنها لم تتجاوز قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي بمفردها، فيما لم يتم العثور على ما يسمى بـ «التآزر بين البشر والذكاء الاصطناعي»، مما يعني أن الأداء العام للفرق البشرية- الذكاء الاصطناعي كان أسوأ من أفضل أداء للبشر أو الذكاء الاصطناعي بمفرده.
ويشير التآزر بين البشر والذكاء الاصطناعي إلى التعاون الفعال بينهما ليستفيد كلا الطرفين من نقاط القوة لدى الآخر من أجل تحقيق نتائح أفضل مما يمكن تحقيقه كل منهما بمفرده.
مع ذلك، كانت النتائج أكثر إيجابية في المهام الإبداعية، ووفقا للدراسة فإن مجالات مثل تلخيص المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، والإجابة عن الأسئلة في الدردشات، وتوليد محتوى جديد، كانت الفرق البشرية-الذكاء الاصطناعي أكثر كفاءة من الأفراد أو الأنظمة بمفردهم.
وأشار الباحثون إلى أن التآزر بين البشر والذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز النتائج النهائية في المهام التي تتطلب مزيجًا من الإبداع البشري والقدرة على التنفيذ التفصيلي للذكاء الاصطناعي.
ويقدم البحث عدة توجيهات للمنظمات التي تتطلع إلى دمج الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل، ومنها أنه من الضروري تقييم فعالية الأنظمة الحالية، والتفكير في كيفية استفادة الذكاء الاصطناعي من مهام العمل، وخاصة الإبداعية، وكذلك يجب وضع إرشادات واضحة لضمان الاستخدام الفعال للذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تكامل القدرات البشرية مع قدرات الذكاء الاصطناعي.
تظهر الدراسة أن المستقبل ليس فقط في استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي، بل في إيجاد طرق مبتكرة للتعاون بينهما بشكل فعال، وهو ما يمكن أن يقود للفهم العميق لكيفية تفاعل البشر والذكاء الاصطناعي وأن يؤدي ذلك إلى تحقيق إنجازات أكبر في مجالات متعددة.