تُعد متلازمة تكيس المبايض ««PCOS»»، من الحالات الشائعة التي تؤثر على النساء في سن الإنجاب، وتؤدي إلى مشكلات متعددة تشمل اضطرابات الدورة الشهرية، وارتفاع مستويات الأندروجينات، ومقاومة الأنسولين. يُعتبر فقدان الوزن من التدخلات المقترحة لتحسين أعراض «PCOS»، وأظهرت دراسة جديدة نُشرت في دورية «Annals of Internal Medicine»، أن التدخلات لإنقاص الوزن مرتبطة بتحسينات ملحوظة في بعض الأعراض، لاسيما انتظام الدورة الشهرية، وهو مؤشر مهم للخصوبة.

وقال مؤلف الدراسة، جايدن سكراج، في تصريحه الخاص لـ«المصري اليوم»: «لم تركز الدراسة على مقارنة أنواع التدخلات المختلفة لتحديد الأفضل من بينها، بل هدفت إلى تحليل تأثير فقدان الوزن على الأعراض». شملت التدخلات التي تناولتها الدراسة الأدوية، الحميات منخفضة السعرات، وبرامج استبدال الوجبات.

ويؤكد «سكراج»، أن الأهم هو تحقيق فقدان الوزن نفسه، بغض النظر عن نوع التدخل، مشددًا على ضرورة اختيار النساء للتدخلات التي تتناسب مع تفضيلاتهن الشخصية، حيث تلعب الراحة والتفضيل الشخصي دورًا في الالتزام بنجاح البرنامج المختار.

وتسلط الدراسة الضوء على فجوة الأدلة التي قد تعيق بعض الأطباء عن توجيه مرضاهم نحو برامج إنقاص الوزن كجزء من خطة العلاج. ويأمل ««سكراج»» أن تساعد النتائج الأطباء في توفير توصيات مبنية على أدلة تدعم إحالة المرضى إلى برامج فقدان الوزن كجزء من إدارة أعراض «PCOS».

وأظهرت الدراسة أن فقدان الوزن قد يُحسن من العلامات الهرمونية والأيضية، ما يعزز فعالية برامج فقدان الوزن كخيار علاجي روتيني للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.

وبالنسبة للتأثير طويل الأمد لفقدان الوزن على الخصوبة لدى النساء المصابات بـ«PCOS»، وخاصة في ما يتعلق بزيادة معدلات الحمل الطبيعي، يوضح «سكراج» أنه لا توجد خطط حالية للقيام بدراسات بهذا الشأن ضمن نطاق الدراسة. ومع ذلك، هناك العديد من الأبحاث المنشورة والتي ما زالت قيد التنفيذ لتقييم تأثير فقدان الوزن على معدلات الحمل الطبيعي لدى النساء المصابات بـ«PCOS».

ويُعتبر فقدان الوزن، أداة مهمة لإدارة أعراض متلازمة تكيس المبايض، إذ تشير الدراسة إلى تحسن في انتظام الدورة الشهرية والعلامات الأيضية والهرمونية، كما تُقدم أدلة قوية لدعم إدراج فقدان الوزن كجزء من البروتوكولات العلاجية للنساء المصابات بـ«PCOS»، وتؤكد على ضرورة وجود خيارات متنوعة لإنقاص الوزن تتناسب مع تفضيلات المرضى. يأمل الباحثون أن تسهم هذه النتائج في تحسين توجيهات العلاج وتقديم خيارات فعالة للنساء المصابات بالمتلازمة.