رغم تزايد الوعي بمخاطر سرطان الجلد، إلا أن معدلات الإصابة بسرطان الميلانوما المرتفعة، باتت تمثل مصدر قلق كبير على الصحة العامة.
ويعد سرطان الميلانوما، نوعًا من أخطر سرطانات الجلد، يُصيب الخلايا الصبغية المسؤولة عن إنتاج الميلانين -الصبغة التي تعطي البشرة لونها-. حيث إنه قد ينتشر بسرعة إلى أجزاء الجسم الأخرى، إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه في مراحل مبكرة.
وأظهرت دراسة أمريكية حديثة، أُجريت في الولايات المتحدة، وجود علاقة قوية بين أجهزة التسمير -أجهزة التان الصناعية، المستخدمة للحصول على لون بشرة داكن أغمق من لونها الطبيعي، دون التعرض للشمس، عبر إصدار أشعة فوق بنفسيجية- وبين ارتفاع معدلات الإصابة بالميلانوما.
ويُزيد التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية، سواء من الشمس مباشرة، أو من خلال أجهزة التسمير -التان- أحد العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة به.
وأشارت نتائج الدراسة المنشورة في دورية «Investigative Dermatology»، إلى أن المسافة التي يقطعها الأفراد للوصول إلى أجهزة التسمير، قد تؤثر بشكل كبير على معدلات الإصابة بالميلانوما في المنطقة؛ فكلما زادت صعوبة الوصول إلى هذه المرافق، كلما انخفضت معدلات الإصابة. مما يُظهر أن تقليل عدد أجهزة التسمير في بعض المناطق قد يسهم في خفض معدلات الميلانوما على مستوى المنطقة.
ودعت الدراسة الأمريكية، إلى دعم جهود الوقاية ضد هذا المرض الخطير، من خلال تقليل استخدام تلك المرافق التجميلية.
وسلط مؤلف الدراسة ديفيد إي. فيشر، الدكتور في كلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية، الضوء على أهمية هذه النتائج؛ قائلًا في بيان صحفي حصلت «المصري اليوم» على نسخة منه: «سرطان الميلانوما هو أحد السرطانات القليلة التي يُعرف سببها الشائع والقابل للوقاية بشكل جيد، وهو الإشعاع فوق البنفسجي، وتساهم الدراسة في توضيح الارتباط بين استخدام أجهزة التسمير وخطر الميلانوما، وتدعم وضع سياسات للحد من استخدام تلك المرافق من أجل تقليل مخاطر هذا السرطان».
وأوضحت الدراسة أيضًا، أهمية أن تشمل سجلات الصحة العامة المستقبلية، بيانات حول استخدام أجهزة التسمير، مما سيساعد في توجيه جهود الوقاية بشكل أكثر دقة.
يظهر بوضوح -في ظل النتائج التي أظهرتها الدراسة- أن الحد من الوصول إلى أجهزة التسمير -التان-، قد يكون خطوة فعالة للحد من ارتفاع معدلات الميلانوما في المجتمعات. ومع تزايد الوعي بأخطار هذه المرافق والأجهزة، يأمل الباحثون أن يكون هناك مزيد من السياسات الوقائية التي تحمي الأفراد من هذا المرض القاتل.