أصبحت الحلول المناخية مثل زراعة الأشجار، فكرة شائعة عندما نفكر في مكافحة تغير المناخ، إذ نعتقد أن زراعة المزيد من الأشجار هو الحل الأمثل لمشكلة ارتفاع درجات الحرارة باستمرار في جميع أنحاء العالم، ولكن تشير الأبحاث الحديثة إلى أن هذه الطريقة قد تأتي بنتائج عكسية في بعض الحالات.
وتشير الدراسة المنشورة في دورية «نيتشر»، إلى أن زراعة الأشجار في المناطق القطبية يمكن أن تؤدي إلى عكس التأثير المرجو من تقليل الاحتباس الحراري.
ففي هذه المناطق، يزيد الغطاء الثلجي الذي يعكس ضوء الشمس مرة أخرى إلى الفضاء، وهذا يساعد في تخفيض درجات الحرارة، ومع ذلك، عندما يتم غرس الأشجار، يتحول سطح الأرض إلى لون أغمق، ما يؤدي إلى امتصاص المزيد من حرارة الشمس، وبالتالي يزيد من الاحتباس الحراري بدلًا من تقليله.
وفي المناطق الشمالية، قد تتعرض الأشجار لمشاكل مثل الحرائق، والجفاف، ومع زيادة هذه الكوارث بسبب تغير المناخ، يمكن أن تشتعل الأشجار وتطلق الكربون المخزن فيها، مما يؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون.
ويقترح العلماء نهجًا جديدًا أكثر شمولية لحل هذه القضية، وهو التركيز على الحيوانات البرية المحلية مثل الرنة (الكاريبو)، التي تساعد بشكل طبيعي في الحفاظ على البيئة القطبية، إذ يساعد وجود مثل هذه الحيوانات في إبقاء الأراضي مفتوحة، ومنع تشكل الأشجار الزائدة، ما يسهم في التوازن المناخي الإيجابي.
وتلعب حيوانات الرنة، دورًا مهمًا في تعديل البيئة المحيطة، حيث تقوم بتخفيف الغطاء الثلجي خلال بحثها عن الطعام في الشتاء، ما يجعل الأرض أكثر برودة، ويقلل من ذوبان التربة المتجمدة، وبالتالي يقلل من انبعاثات الكربون
ويدعو الباحثون إلى تضمين السكان المناطق الشمالية في جهود حماية المناخ، فهي الأكثر تأثرًا بتغير المناخ ويملكون معرفة طويلة بالتعامل مع بيئة القطب الشمالي، ويمكن أن تعزز مشاركتهم الحفاظ على التنوع البيولوجي، وتدعم استدامة الحياة البيئية، ما يضمن تحقيق حلول مناخية واقعية ومستدامة.
وتُظهر الدراسات أهمية التفكير الشامل عند النظر في حلول المناخ، فزراعة الأشجار قد تبدو فكرة جيدة، لكنها ليست دائمًا الأنسب في المناطق القطبية، من خلال دعم الحياة البرية والتعاون مع المجتمعات القاطنة في تلك المناطق، يمكن أن نحقق تأثيرًا أكثر فعالية في مواجهة تغير المناخ.