سينعقد مؤتمر المناخ لعام 2024 (COP29) في باكو، أذربيجان، في الفترة بين 11 إلى 22 نوفمبر، وهو التجمع السنوي للأمم المتحدة حيث تجتمع الدول الأعضاء لمناقشة التغيرات المناخية وآليات الحد منها، لذا يُعد من المؤتمرات المهمة في ظل الأزمات البيئية المتزايدة، إذ يسعى القادة إلى وضع حلول ملموسة لمواجهة تداعيات تغير المناخ.
يهدف المؤتمر إلى تسريع الجهود الدولية لتحقيق الأهداف المناخية التي تم وضعها في اتفاق باريس للمناخ. ويتضمن الحد من الانبعاثات الكربونية بحيث تظل الزيادة في درجات الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية مقارنة بالعصر الصناعي. لتحقيق هذا، ستلتزم الدول بإعلان التزامات جديدة تشمل أهدافًا لعامي 2030 و2035، مما يجعل العالم أقرب إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، وفقًا لـ «unfccc» (موقع الأمم المتحدة الخاص بشأن تغير المناخ)
يُشير العصر الصناعي إلى فترة في التاريخ بدأت في أواخر القرن الثامن عشر واستمرت حتى القرن التاسع عشر، حيث شهد العالم تحولًا كبيرًا نحو التصنيع والاعتماد على الآلات بدلًا من العمل اليدوي، وذلك بفضل التطورات التكنولوجية والميكانيكية الكبيرة، مما أدى إلى تغييرات جذرية في الاقتصاد والمجتمع، مثل زيادة الإنتاج الصناعي والاعتماد على الفحم والمحركات البخارية.
أدى العصر الصناعي إلى ارتفاع معدلات التلوث والانبعاثات الكربونية بسبب استخدام الوقود الأحفوري (الموارد غير المتجددة مثل الفحم، النفط، والغاز)، مما ساهم في التغيرات المناخية التي نعاني منها اليوم، لذا يُستخدم العصر الصناعي كنقطة مرجعية لقياس زيادة درجات الحرارة العالمية والانبعاثات الكربونية التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري.
سيكون من أبرز محاور النقاش هذا العام الالتزام بخفض الانبعاثات الكربونية العالمية للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، من خلال وضع إطار عمل واضح للانتقال إلى الطاقة المتجددة والتقليل من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
كما ستركز المناقشات على تعزيز الدعم المالي لتعويض الأضرار الناجمة عن الكوارث المناخية في الدول النامية الأكثر تأثرًا. بالإضافة إلى ذلك، سيتم متابعة تعزيز التمويل المخصص للتكيف مع التغيرات المناخية، مع وضع آليات لتعزيز عدالة التوزيع المالي لتحقيق هدف التكيف العالمي لمساعدة المجتمعات على مواجهة آثار التغير المناخي.
كذلك، سيشمل المؤتمر نقاشات حول تفعيل المادة 6 من اتفاقية باريس، والتي تسمح بإنشاء أسواق كربونية، حيث يمكن للدول بيع وشراء حصص الكربون. مما يسهم في تشجيع الاستثمارات في المشاريع البيئية وتخفيف الانبعاثات عبر آليات تتسم بالكفاءة والمرونة. تُعتبر هذه الأسواق وسيلة لتشجيع الدول على تجاوز أهدافها المناخية من خلال تعويض الانبعاثات عبر مشاريع خضراء.
من المتوقع أن يسفر «»COP29 عن اتفاقيات وتمويلات إضافية تدفع باتجاه تنفيذ توصيات اتفاقية باريس. كما من المحتمل أن يتم إطلاق برامج جديدة تعزز مشاركة القطاع الخاص في تمويل المناخ، وتشجيع الحكومات على دعم التقنيات النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. ستكون النتائج المعلنة من المؤتمر بمثابة إشارة قوية للمجتمع الدولي حول التزامات الدول نحو مستقبل أكثر استدامة.
سيكون COP29«» في أذربيجان مؤتمر هام لحث الدول على تسريع الإجراءات المناخية اللازمة. ويظل الأمل معقودُا على أن يُفضي المؤتمر إلى تحقيق تقدم ملموس، حيث تتزايد الضغوط على الحكومات والمنظمات العالمية لإيجاد حلول مبتكرة لتهدئة التغيرات المناخية المستمرة وتخفيف تأثيراتها الحادة على البشر والبيئة.