كيف يؤثر انقراض الطيور على التوازن البيئي؟.. دراسة توضح

كيف يؤثر انقراض الطيور على التوازن البيئي؟.. دراسة توضح
اخبار بواسطة: المصري اليوم المشاركة في: نوفمبر 10, 2024 مشاهدة: 165

تشهد الكرة الأرضية أزمة بيئية متسارعة بفعل النشاط البشري الذي أدى إلى انقراض العديد من الأنواع الحية، خاصة الطيور، على مدار 130 ألف عام مضت. وكشفت دراسة جديدة أن تأثير فقدان هذه الأنواع أعمق بكثير مما كان يُعتقد؛ فقد أدى إلى تراجع كبير في «التنوع الوظيفي» للطيور(مقياس يشمل الأدوار المختلفة التي تؤديها الطيور في البيئة)، بالإضافة إلى خسارة حوالي 3 مليارات سنة من التاريخ التطوري الفريد.

أوضحت الدراسة التي نُشرت في مجلة «ساينس» العلمية أن الانقراض البشري للطيور قلل من التنوع الوظيفي، وهو ما يعني فقدان الأدوار البيئية التي كانت تقوم بها هذه الأنواع. فعلى سبيل المثال، تساهم بعض الطيور في السيطرة على الحشرات الضارة عبر التغذي عليها، بينما تلعب طيور أخرى دورًا رئيسيًا في التلقيح ونقل بذور النباتات. وعند انقراض نوع معين من الطيور، تُفقد الوظيفة التي كان يؤديها في النظام البيئي، مما يؤدي إلى آثار بيئية سلبية واسعة النطاق.

تؤكد الدراسة أن كل نوع من الطيور يمتلك تاريخًا تطوريًا فريدًا يمثل فرعًا في «شجرة الحياة»، وعند انقراضه، يُفقَد هذا التاريخ مع تنوعه الوراثي المميز. وتشير الدراسة إلى أن هذا الأمر يعادل قطع فرع كامل من شجرة الحياة، وقد بلغت الخسارة حتى الآن حوالي 3 مليارات سنة من التاريخ التطوري. هذا الانخفاض في التنوع الوراثي يجعل النظام البيئي أقل مرونة وقدرة على التكيف مع التغيرات البيئية، مثل التغير المناخي.

تؤدي الطيور دورًا حيويًا في النظام البيئي؛ إذ تقوم بتلقيح الأزهار، وتساعد في انتشار النباتات عبر نقل بذورها، كما تتحكم في أعداد الحشرات، مما يقلل من انتشار الأمراض الناتجة عن الحشرات الضارة. ومن خلال تراجع أعداد الطيور، يتعرض التوازن البيئي للخلل، حيث تقل عمليات التلقيح الطبيعية، وتنتشر الحشرات الضارة دون رادع، مما قد يؤدي إلى زيادة انتشار الأوبئة.

تخلص الدراسة إلى أن استمرار الأزمة البيئية الحالية سيؤدي إلى فقدان أكبر في التنوع الوظيفي والوراثي للطيور. ويتوقع الباحثون أن ينقرض حوالي 1000 نوع من الطيور في القرون القادمة، وهو ما يتطلب تضافر الجهود لحماية الأنواع المهددة بالانقراض. ويوصي الباحثون بضرورة وضع استراتيجيات لحماية التنوع البيئي، مثل إعادة تأهيل الأنظمة البيئية والحد من الأنشطة البشرية التي تهدد الأنواع البرية.

يشدد الباحثون على أن أزمة الانقراض الحالية تتجاوز مجرد فقدان عدد من الأنواع؛ فهي تهدد البنية الوظيفية للنظام البيئي والتاريخ التطوري العميق للكائنات الحية. ويأمل الباحثون أن تسهم نتائج الدراسة في تحفيز المجتمع الدولي على تبني سياسات حماية بيئية تهدف إلى استعادة التوازن البيئي وحماية ما تبقى من التنوع البيولوجي لضمان مستقبل أكثر استدامة.

اقرأ هذا على المصري اليوم
  تواصل معنا
 تابعنا علي
خريطة الموقع
عرض خريطة الموقع
  من نحن

موقع موجز نيوز يعرض جميع الأخبار من المواقع العربية الموثوقة لكي تكون متابع لجميع الأخبار علي مدار الساعة