محمد شوقي لاعب كفر الشيخ، تصدرت واقعة وفاة لاعب كرة القدم محمد شوقي، محركات البحث على جوجل، وذلك عقب إعلان مديرية الشؤون الصحية بكفر الشيخ، توقف عضلة القلب في الساعة الرابعة فجرا أثناء وضع اللاعب على أجهزة التنفس الصناعي وعمل إنعاش قلبي له ولكنه لم يستجب له.

وفي السطور التالية تستعرض «المصري اليوم» تفاصيل واقعة وفاة محمد شوقي لاعب كرة القدم في محافظة كفر الشيخ، أسباب انتشار حالات الإصابة بتوقف القلب لدى الشباب وخاصة في فئة الرياضيين، وكذا النصائح التي يجب اتباعها عند تعرض أحد لتوقف مفاجئ في عضلة القلب.

وخلال مبارة كرة القدم التي جمعت بين فريق كفر الشيخ أمام فريق القزازين، سقط اللاعب أرضا في الدقيقة 57 نتيجة توقف في عضلة القلب، وذلك قبل أن يتم إلغاء المباراة قبل نهايتها في العشر دقائق الأخيرة بعدما علم الجميع خطورة الحالة، حيث تم نقل اللاعب إلى المستشفى وتم تعريضه لجهاز الصدمات الكهربائية داخل الملعب من خلال سيارة إسعاف، وتم نقله إلى مستشفى الزرقا المركزى في محاولة لإنقاذه، كما تم أخذ عينة من دم اللاعب لإجراء فحوصات دقيقة في محاولة لإنقاذ الأمر.

ونشر نادي كفر الشيخ بيانا إلى اتحاد الكرة نصه كالآتي: «نرجو تأجيل مواجهة السبت المقبل الموافق 16 نوفمبر 2024 والتي تقام بين نادي كفر الشيخ ونادي دكرنس، وذلك نظرا للظروف التي يمر بها النادي وسقوط أحد اللاعبين بالملعب بأزمة قلبية أثناء مباراة نادي القزازين وكفر الشيخ».

وتابع: يتواجد اللاعب في العناية المركزة حتى الآن، مما أصاب جميع اللاعبين بحالة نفسية سيئة.

علي صعيد آخر نشر نادي كفر الشيخ بيانا مقتضبا ينفي شائعات وفاة اللاعب، وأوضح البيان أن حالة اللاعب مستقرة حتى الآن ويتمنى له الشفاء العاجل.

[image:3:center]

البيانات الرسمية لمديرية الصحة في دمياط

وأصدرت مديرية صحة دمياط، بيانين بشأن الحالة، حيث ذكر البيان الأول، أنه فيما يخص حالة اللاعب محمد شوقي لاعب كرة القدم والذي يتم تقديم الرعاية الصحية له بمستشفى الزرقا المركزي بمحافظة دمياط، توقف قلب اللاعب أثناء لعب مباراة كرة قدم على ملعب نادي الزرقا، فهرع رجال الإسعاف للاعب وتم عمل الإسعافات الأولية ودخلت سيارة الإسعاف إلى الملعب وتم نقله إلى مستشفى الزرقا المركزى، كما تم استقبال اللاعب باستقبال المستشفى وتوقف قلبه مرة أخرى وتم عمل إنعاش قلبي رئوي وتم وضع اللاعب على جهاز التنفس الصناعي بقسم الرعاية المركزة، وأكد البيان أن اللاعب لا يزال على جهاز التنفس الصناعي بالعناية المركزة بالمستشفى حتى اللحظة. الحالة العامة حرجة جدا.

وجاء بيان المديرية الثاني كالتالي:

تم استقبال اللاعب باستقبال المستشفى، حيث وصل بزرقة شديدة وتوقف قلب اللاعب، وتم عمل إنعاش قلبي رئوي فاستجاب اللاعب بعد ١٥ دقيقة ثم حدث توقف بالقلب مرة أخرى، فتم عمل إنعاش قلبي رئوي لمدة ٣٠ دقيقة واستجاب اللاعب، وتم عمل صدمات كهربائية ووضع اللاعب على جهاز التنفس الصناعي بالعناية المركزة، كما تم عمل الأشعة اللازمة (عادية- تليفزيونية- إيكو) وكذلك عمل التحاليل (صورة الدم- غازات الدم- تحاليل كلى) مع عمل رسم قلب وخريطة للسوائل.

مفاجأة.. «الرياضيون» أكثر عرضة لتوقف القلب بسبب احتمالات «اضطراب الكهرباء»

بدوره طالب الدكتور أحمد أشرف عيسى استشاري القلب والقسطرة القلبية، وأستاذ القلب الرياضي، بضرورة الفحص الدوري لقلب الرياضيين لدى المتخصصين، مشيرا إلى أن توقف القلب يحدث في الرياضيين بصورة أكبر من العامة نظرا للمجهود الزائد واحتمالات اضطراب كهربية القلب.

وتابع: لكن المطمئن هنا أن جميع الرياضيين يقوموا بعمل فحص طبي قبل ممارسة الرياضة وأيضا التدريب على إنعاش القلب للتعامل مع الحالات في حالة حدوثها، وانطلاقا من دوري في مجال طب القلب الرياضي قمت بالفعل بالفحوصات الطبية المعتمدة من الفيفا والكاف للفرق الرياضية قبل البطولات، وأيضا تدريب الفرق الطبية بالفرق على إنعاش القلب المعتمد دوليا.

أسباب توقف القلب المفاجئ

وأضاف الدكتور أحمد أشرف، استشاري القلب والقسطرة القلبية، إن اضطراب في ضربات القلب، تتضمن الأسباب أيضا:

- مشاكل في كهربية القلب أدت بدورها إلى حدوث خلل كهربي أثناء المباراة.

- الجسم لم يحصل على كفايته من السوائل.

- مجهود بدني شديد بعد تناول الطعام مباشرة.

- تناول أطعمة ثقيلة على المعدة وصعبة الهضم.

- اختلال في نسب الصوديوم والبوتاسيوم.

- جلطات القلب، والأزمات القلبية.

- التهاب في عضلة القلب.

خطوات للوقاية من توقف القلب المفاجئ

وأوصى الدكتور أحمد اشرف، باتباع الأفراد وخصوصًا الرياضيين عدد مع المعايير خصوصًا خلال رمضان لتفادي ظاهرة توقف القلب المفاجئ.

- ضرورة فحص القلب بشكل دوري عمومًا وقبل البطولات للرياضيين خصوصًا تشمل الفحوصات (رسم قلب عادي – موجات صوتية للقلب ومزيد من الفحوصات في حالة الاحتياج).

- في حالة الصيام لساعات طويلة يفقد الجسم كمية كبيرة من السوائل، يجب الحرص على تعويضها.

- تناول إفطار خفيف وعدم الإفراط في تناول الطعام.

- الامتناع عن التمارين المرهقة لمدة 3 أو 4 ساعات بعد تناول الطعام.

نصائح إضافية

- الامتناع عن التدخين تماما – وعدم الجلوس مع المدخنين أثناء تدخينهم.

- الراحة لمدة اسبوعين من أي مجهود زائد أو رياضة بعد أي تعرض للإنفلونزا ونزلات البرد ومعاودة الفحوصات قبل العودة للرياضة.

- لمريض السكر يجب الانتظام في العلاج لضبط مستوى السكر بالدم.

- لمريض الضغط يجب الانتظام في علاج الضغط لضبطه في مستوى طبيعي.

- الحفاظ على الوزن المثالي وتجنب زيادة الوزن.

- الحد من التوتر والانفعال وتحسين الحالة النفسية بقدر الإمكان.

كيفية التعامل مع توقف القلب المفاجئ في حالة حدوثه

توقف القلب المفاجئ هو حالة غير متوقعة من توقف ضربات القلب والدورة الدموية تحدث دون سابق إنذار، مما يؤدي إلى توقف الدم عن المخ والأعضاء الحيوية الأخرى، لذا في حالة حدوثه، يمكن استعادة النبض بنسبة قد تصل إلى 89% في الرياضيين عن طريق القيام بإنعاش القلب الأولي السريع

احذروا الحزن الشديد والفرح الشديد

«الحزن الشديد والفرح الشديد، كلاهما مشكلة كبرى قد تؤدي لأزمة قلبية مفاجئة»، بتلك العبارات أكد الدكتور هاني الشهيدي، رئيس وحدة طب القلب الرياضي بمعهد القلب، ورئيس اللجنة الطبية باتحاد الكرة، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، خطورة الحزن الشديد وتأثريه على القلب، حيث يؤدي لما يعرف بمتلازمة القلب المنكسر أو القلب المحكم، وهي حالة تؤدي لرفع إنزيمات القلب وبالتالي ضعف في عضلة القلب مع احتمالية حدوث جلطة قلبية وموت مفاجئ، مشددًا أن نفس الأمر يحدث أيضا عند الفرح المٌفرط والمفاجئ والانفعال الشديد مما يتطلب ضرورة الحرص والحذر.

وطالب الشهيدي، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، بضرورة الالتزام بنظام حياة صحي لتجنب أمراض القلب التي تودي بحياة الملايين سنويًا حول العالم، مع أهمية الفحص الدوري على أمراض القلب خاصة لمن تجاوز الأربعين عامًا.

وحث رئيس وحدة القلب الرياضي بمعهد القلب، الأهالي على ضرورة الكشف على أطفالهم خاصة من يمارسون ألعاب رياضية وذلك لأن قلب الرياضي له متابعات خاصة، حيث يتم فحص لاعبي كرة القدم طبقا لما حدده الفيفا، وفحوصات اللاعب الواحد حوالي 21 ورقة، مما يعني أهمية الفحص لقلوب الأطفال قبل ممارستهم لأية أنشطة رياضية.

معهد القلب القومي: 46% من الوفيات بسبب أزمات القلب الحادة

من جانبه أكد الدكتور محمد عبدالهادي، مدير معهد القلب القومي، أن 46% من الوفيات الحادثة خلال العام الماضي 2022 كانت بسبب أزمات القلب الحادة والجلطات، إلى جانب الاعتلال الخطير في كهرباء القلب الذي يؤدي إلى توقف عضلة القلب، وعالميًا تصل نسبة الوفاة لنفس السبب 60%.

وتابع: «حتى هذا الوقت من العام تم رصد أن 16% من أعداد الوفيات حدثت بسبب جلطات القلب مما يؤكد على أهمية وخطورة هذه الحالة الصحية».

وأشار عبدالهادي«، إلى أن شهر ديسمبر الماضي شهد إطلاق مبادرة»في كل ثانية حياة«والمعنية بإنقاذ المريض الذي يعاني من أزمات القلب الحادة من خلال إدراك أهمية الوقت ودوره في إنقاذ حياة المريض، حيث تم تخصيص رقم 16474 لتقديم المساعدة العاجلة للمريض من خلال إدخال بياناته والأعراض التي يعاني منها ومساعدته بشكل فوري، من خلال الاستعانة بالإسعاف التي يتم توجيهها لنقل المريض لأقرب مستشفى تضم الإمكانيات التي يحتاجها المريض.

ولفت عميد معهد القلب، إلى أن تلك المبادرات وغيرها إلى جانب انتشار أجهزة قسطرة القلب والرعاية المركزة وتدريب الأطقم الطبية على أعلى مستوى كان لها دور كبير في التأكيد على أن قلوب المصريين بشكل عام في صحة جيدة.

أمراض القلب السبب الأول للوفاة في مصر

بدوره قال الدكتور سامح شاهين أستاذ أمراض القلب بطب عين شمس والرئيس السابق لجمعية القلب المصرية، إن أمراض القلب هي السبب الأول للوفاة في مصر وجميع أنحاء العالم، حيث تسبق الأورام السرطانية والالتهابات الرئوية وحوادث الطرق، وأن عدد الوفيات الناتج عن أمراض القلب في مصر يبلغ تقريبا 500 لكل 100 ألف حالة وفاة كل عام.

وتابع: يرجع هذا لعدة أسباب منها التأخر في التشخيص، عدم انتظام العلاج، ومن أسباب انتشار أمراض القلب في مصر، زيادة نسب الإصابة بارتفاع ضغط الدم التي تصل لـ 26%، وزيادة معدلات الإصابة بالسكر، وكذا زيادة الوزن والسمنة والتدخين، كل ذلك يسبب ارتفاع نسبة أمراض القلب وبالأخص أمراض الشريان التاجي وجلطة القلب.

وأضاف شاهين، أنه يجب العمل على سرعة إنقاذ مريض جلطة القلب الحادة، فجلطة القلب الحادة مثل جلطة المخ لابد أن تعالج في خلال ساعتين، والتأخير في العلاج يؤدي إلى تفاقم الوضع ومن الممكن أن يحدث تلف في عضلة القلب لا يمكن إصلاحه فتوقف عضلة القلب يؤدي إلى حدوث وفاة مفاجئة، ولذلك قامت جمعية القلب المصرية بعمل مبادرة «دعامة الحياة» التي تهدف لزيادة التوعية بأعراض الذبحة والأعراض المنذرة وضرورة التوجه للمستشفى في الوقت المناسب لتجنب المضاعفات التي من الممكن أن تحدث لمريض جلطة القلب الحادة.