بعد الأسبوع الماضي الذي شهد ارتفاعًا قياسيًا في الأسواق، تشهد العقود الآجلة الأمريكية والأوروبية حالة من الاستقرار. وبالحديث عن الارتفاعات، قضى متداولو العملات الرقمية عطلة نهاية الأسبوع أمام شاشات الكمبيوتر، حيث سجل "ملك العملات الرقمية" البيتكوين مستوى قياسيًا جديدًا بواقع 81 ألف دولار. العديد من المتداولين يعتقدون أن هذا الارتفاع قد بدأ للتو، ويظهر مؤشر الخوف والطمع لسوق العملات الرقمية أن الطمع يتزايد مع دخول المزيد من المتداولين بقوة في السوق. لم يعد الحديث يدور حول تحقيق البيتكوين لهدف 100 ألف دولار لكل بيتكوين، بل توسع النقاش الآن ليصل إلى مستوى 150 ألف دولار.
سوق الأسهم
في "وول ستريت"، يتصاعد التفاؤل بشكل كبير مع فوز الرئيس الجديد، دونالد ترامب، الذي سيتولى منصبه قريباً ويبدأ في تنفيذ سياساته الداعمة للنمو الاقتصادي. لا شك أن هناك موجة من التفاؤل العارم بين المستثمرين والمتداولين، حيث تشهد جميع المؤشرات الأمريكية الكبرى ارتفاعات قياسية منذ فوزه، على الرغم من أن الرئيس الجديد لم يتسلم منصبه بعد. السبب وراء هذا التفاؤل هو أن المستثمرين يعلمون أن ترامب قادر على وضع حد للعديد من الأمور غير المستقرة، مثل الحرب بين أوكرانيا وروسيا والفوضى المستمرة في الشرق الأوسط. ومنذ فوزه، ازدادت التوقعات بانتهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا بشكل ملحوظ، ويؤمن المتداولون أيضًا بأن ترامب سيسعى لحل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.
العامل الآخر المهم الذي يحرك الأسواق هو أن العديد من المتداولين يعتقدون أن ترامب سيضغط على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة وإعادتها إلى مستوياتها الواقعية. ظهرت تقارير حديثة تشير إلى أن إيلون ماسك يدعم فكرة أن الرئيس المنتخب يجب أن يكون له تأثير على الاحتياطي الفيدرالي وسياسته. في الأيام القادمة، إذا بدأت المشاعر الإيجابية تتشكل حول هذا الموضوع، فمن المؤكد أن سوق الأسهم ستشهد ارتفاعات ضخمة قد تفوق التوقعات، ما يعني أن المكاسب للمؤشرات الأمريكية ستكون ضخمة للغاية.
العملات الرقمية
كان هذا الأسبوع مميزاً بالنسبة لسوق العملات الرقمية، حيث حقق البيتكوين مستوى قياسيًا جديدًا بلغ 81 ألف دولار، في حين كانت وول ستريت تستمتع بعطلة نهاية الأسبوع دون نشاط يذكر. بين متداولي العملات الرقمية، هذا يعتبر دليلًا قويًا على أن العملات الرقمية لا تتوقف عن التداول، ويمكنك الاستفادة من التغيرات في السوق في أي وقت من اليوم، على عكس وول ستريت التي لا تفضل القيام بأي شيء خلال عطلة نهاية الأسبوع. ومع ذلك، يعرف المستثمرون المخضرمون أن المشاعر التي تتشكل خلال عطلة نهاية الأسبوع تحتاج إلى متابعة من قبل وول ستريت، لأنها المكان الذي يأتي منه المال الجاد. الآن، تتجه الأنظار إلى صناديق البيتكوين المتداولة (ETFs) وأدائها هذا الأسبوع.
المتداولون يتطلعون بشدة إلى أن يصل سعر البيتكوين إلى هدفه البالغ 100 ألف دولار هذا الأسبوع. ما يميز البيتكوين هو أنه لم يعد يسجل التحركات المتقلبة كما كان في السابق. ما نعنيه بذلك هو أنه إذا وصل السعر إلى مستوى 100 ألف دولار هذا الأسبوع، قد يشعر بعض المتداولين بالقلق، حيث قد يعتقدون أن السعر قد ارتفع بشكل كبير وسريع، ما يعني أنه قد يحدث تصحيح قريب. ومع ذلك، يعتقد مجتمع العملات الرقمية أن اللعبة قد تغيرت تماماً بالنسبة للبيتكوين مع عودة ترامب إلى الرئاسة. بالنسبة لهم، الآن البيتكوين لديه فرصة حقيقية ليصبح "الذهب الرقمي" النهائي. بالإضافة إلى ذلك، قد لا تكون الأيام بعيدة عندما يبدأ البيتكوين في الظهور في ميزانيات الحكومات كجزء من الاحتياطي الرقمي.
الأهداف الجديدة للبيتكوين وسوق العملات البديلة
الهدف الجديد الذي يتطلع إليه المستثمرون والمتداولون من حيث سعر البيتكوين هو مستوى 150 ألف دولار، ويعتقد العديد من المتداولين أن هذا الهدف يمكن أن يتحقق في الربع الأول من العام المقبل.
من المهم أيضًا ملاحظة أن الارتفاعات في العملات البديلة قد بدأت بالفعل. من بين العملات العشر الأولى من حيث القيمة السوقية، كان أداء دوجكوين هو الأبرز خلال الأيام السبعة الماضية، يليه كاردانو، ثم إيثريوم. كما حققت سولانا أداءً جيداً من حيث المكاسب الأسبوعية. عند تداول العملات البديلة، وخاصة العملات العشر الأولى من حيث القيمة السوقية، من المهم مراقبة أداء هذه العملات على مدى سبعة أيام ومقارنة هذا الأداء مع ثاني أكبر عملة من حيث القيمة السوقية، وهي إيثريوم.
خاتمة
بشكل عام، فإن سوق العملات الرقمية يشهد موجة من التفاؤل المدعوم بارتفاعات قوية يقودها البيتكوين. مع السياسات الجديدة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، وبالتزامن مع السياسات المالية والنقدية في الولايات المتحدة، يبدو أن البيتكوين والعديد من العملات الرقمية الأخرى قد يكون لديهم مسار قوي نحو تحقيق أهداف سعرية جديدة.
