٦٠ كيلومترًا تبعد مدينة سونجيانج عن وسط مقاطعة شنغهاى الصينية لتكتشف مدينة العلوم أو المعروفة باسم وادى الابتكار، التى تم إنشاؤها على طول دلتا نهر اليانجتسى، وعلى مساحة ضخمة ترى منتجات الشركات الصينية العملاقة فى مجال التصنيع من أجل تدريب طلاب جامعة شنغهاى للعلوم، التى تضم ٢٠٠ ألف طالب فى مختلف المجالات منهم نحو ٥٠ ألفًا فى تخصصات التكنولوجيا.
سونجيانج مدينة العلوم تم الإعلان عن اختيارها مكانًا مخصصًا للابتكار العلمى مواكبة للتقدم وتطوير التكنولوجيا لخدمة الإنسان ومخططات التنمية للمقاطعات والمدن الصينية التى تقع على ممر نهر اليانجتسى والمعروفة بـ«جى ٦٠» حتى تكون شنغهاى فى مقدمة المقاطعات بل الدول فى الابتكار العلمى فضلًا عن التقسيم الأخضر.
وفى مجال الطب الحيوى ترى أجهزة تصنيع الأدوية الكيميائية وأجهزة فحص عينات الدم والأدوية المضادة للفيروسات، ليس هذا فحسب بل أجهزة طبية لخدمة المرضى، منها الكراسى المتحركة التى لديها أيضًا استشعار عن بعد من أجل الحفاظ على سلامة المرضى الذين يستخدمونها فى الطرقات.
أما فى مجال التصنيع فهناك أيضًا روبوت الدفاع المدنى الخاص بإطفاء الحرائق، ويظهر فيه رأس مدفع محمول على بطاريات على محرك وذلك لمواجهة كافة التضاريس والظروف المناخية الصعبة وكذلك يمكن لهذا الروبوت صعود السلالم والدخول فى الأنفاق وتسلق التلال، كما يمكن استخدامه فى الطرقات الصغيرة المكتظة بالمساكن أو المحال التجارية.
وفى مجال تطوير السيارات الحديثة هناك تطور هائل فى مجال استخدام شفرات الاستشعار عن بعد وذلك من خلال تحليل الصور لسائق السيارة والكشف والتعرف على ملامح وجه السائق لمعالجة الإشارة وتحديد إذا ما كان يدخل فى حالة تعب وإرهاق، وهذا قد يستخدم فى تنبيه السائقين والشركات بحالة قائدى المركبات لأخذ الحيطة والحذر من وقوع حوادث واصطدامات.
وفى مكان مخصص للصناعات الثقيلة هناك قسم خاص بصناعة القطارات والطائرات، وبشأن الأخيرة تحديدًا يتدرب الطلاب على كيفية مراحل الصناعة وتطورها وكذلك التحديث فى نجاح الصين فى صناعة طائرات عملاقة تستطيع التحليق لعدد ساعات كثير دون الحاجة للتزود بالوقود وكذلك الطيران فى ظل الأحوال الجوية المناخية المضطربة.
ومع تطور الصين فى مجال الفضاء وبراعة روادها فى اكتشاف المزيد من عالم الفضاء مع زيادة أعداد إطلاق الأقمار الصناعية، يتدرب الطلاب على الأجواء الداخلية للكبسولة الفضائية وكذلك البدلة وكيفية ارتدائها ومكونات صناعتها حتى يكون أغلبهم مؤهلين للصعود إلى سطح القمر.
ومع تطور الاتصالات السلكية واللاسلكية ومع انتشار ٦G على نطاق واسع، يتحول الاهتمام إلى الجيل التالى ٦G ذى القدرات الواعدة مقارنة بالجيل السابق، حيث سيوفر ٦G معدلات بيانات تصل إلى تيرابت فى الثانية، وزمن انتقال على مستوى ميكروثانية، وسيتم تمكين تطبيقات جديدة تتجاوز الاتصالات، مثل حصاد الطاقة، والاستشعار المتقدم وأكثر، وسيتوسع ٦G إلى ترددات أعلى، ويشمل الطيف المحتمل لـ٦G نطاق ٧ إلى ٢٠ جيجاهرتز لتغطية الهاتف المحمول والتطبيقات الأوسع.
وترى الصين أن التقدم فى تكنولوجيا ٦G والإنترنت عبر الأقمار الصناعية لديهما القدرة على ترسيخ الأمة كلاعب بارز فى هذه المجالات المتطورة، مما يساهم بشكل كبير فى سعيها لتحقيق الاستقلال التكنولوجى والريادة على نطاق عالمى.
وقد أعلنت الصين أنها أحرزت تقدمًا كبيرًا نحو تطوير شبكة ٦G والإنترنت عبر الأقمار الصناعية، وفى إطار الأكاديمية الصينية للعلوم، قام فريق من معهد زيان للبصريات والميكانيكا الدقيقة بتصميم المعدات التى تم إرسالها إلى المدار عند تركيبها على قمر صناعى، ويمكن أن توفر التكنولوجيا الجديدة قدرة تحويل تبلغ ٤٠ جيجابت فى الثانية، وهى أعلى بكثير من تقنية التحويل التقليدية.
يعمل مشغلو الاتصالات فى الصين لإثبات قدراتهم على ٦G يمثل تحقيق سرعة إرسال لاسلكية تبلغ ١٠٠ جيجابت فى الثانية ليكون علامة فارقة فى تطوير التكنولوجيا.
وتهدف بكين إلى إكمال البحث التقنى وتخطيط سيناريوهات التطبيق لتكنولوجيا ٦G بحلول عام ٢٠٢٥. كما تطلق الصين شبكة الإنترنت الفضائية الخاصة بها.
تهدف الصين إلى البدء فى تسويق تكنولوجيا ٦G بحلول عام ٢٠٣٠ وتتوقع أن يتم وضع المعايير للتكنولوجيا فى عام ٢٠٢٥.
كما قال وانج تشى تشين، رئيس فريق الترويج الصينى ٦G، نائب رئيس الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من خلال تكامل الاتصالات والإدراك، وتكامل الاتصالات والذكاء الاصطناعى، كما أن هناك هدفًا لربط العناصر الذكية، مثل الروبوت، وتتركز الخدمات على فتح اقتصاد يسمح بالتشغيل الآمن للمركبات الجوية بدون طيار للخدمات اللوجستية والنقل والسياحة.