شهد مجال الذكاء الاصطناعي طفرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، حتى أنه أصبح بإمكانه استنساخ الأصوات البشرية بشكل كبير لدرجة أنه لا يمكن تمييزها تقريبًا عن الأصوات الحقيقية.
وتستخدم العديد من البنوك نظامًا يسمى معرف الصوت أو «صوتي هو كلمة مروري» للخدمات المصرفية عبر الهاتف، إذ تسمح هذه العبارة للبنك بتأكيد هوية صاحب الحساب تلقائيًا دون الحاجة إلى تذكر رقم أمان.
وفي تحقيق عملت عليه «BBC»، سردت الصحفية «شاري فال» تجربتها خلال تواصلها مع البنك -الخاص بها- من خلال استخدام نسخة من صوتها باستخدام الذكاء الاصطناعي، قائلة إن عند اتصالها بالبنك جاء الرد الآلي: «شكرًا لاتصالك، أستطيع أن أرى أنك تتصل من رقم هاتفك المسجل، دعنا نؤكد هويتك بسرعة بصوتك»، ثم قامت بتشغيل نسخة صوتها المخلقة بالذكاء الاصطناعي، قائلًا: «صوتي هو كلمة مروري».
وبعد مرور وقت قصير جدًا، رد البنك: «شكرًا لك لاستخدام صوتك كـ كلمة مرور»، ثم سألها عن سبب مكالمتها، ولم تتوقف تجربة «فال» عند هذا الحد بل أجريت نفس الحيلة مع بنك آخر هي عميلة به، وكانت النتيجة نفسها الأولى.
تقول الصحفية إن هاتين الحيلتين تمتا باستخدام مكبرات صوت استوديو «بي بي سي» لتشغيل صوتها المستنسخ عبر الهاتف، لذا، في وقت لاحق، وهى على طاولة المطبخ في منزلها، فعلت ذلك مرة أخرى باستخدام مكبر صوت iPad، وقد نجح الأمر، مما يشير إلى عدم الحاجة إلى صوت عالي الجودة.
إن نوع المعلومات التي يمكنك الحصول عليها في مرحلة الخدمات المصرفية عبر الهاتف التي وصلت إليها باستخدام صوت الذكاء الاصطناعي قد تكون مفيدة جدًا للمجرمين، مؤكدة أنه عندما أخبرت البنوك بما تمكنت من فعله باستخدام نسخة الذكاء الاصطناعي من صوتيها، كان رد أحد البنوك: «لم نشهد أي احتيال نتيجة لاستخدام معرف الصوت».
وأوضح: «معرف الصوت كان عنصرًا واحدًا من نهجنا الصارم تجاه أمن العملاء ومنع الاحتيال، مع مجموعة من الفحوصات الشاملة بناءً على طبيعة طلب العميل»، مُضيفًا: «نقوم باستمرار بمراجعة واختبار وتحسين أنظمتنا استجابة للتكتيكات المتطورة بشكل متزايد التي يستخدمها المحتالون».