توصل فريق من معهد «ماساتشوستس» الأمريكي للتكنولوجيا (MIT) إلى ابتكار جديد يهدف لمساعدة الأشخاص في خسارة الوزن عبر تقليل الشهية قبل تناول الطعام. يتمثل الابتكار في بالون معدة قابل للنفخ والتفريغ حسب الحاجة، ما يمنح الأفراد إحساسًا بالشبع قبل الوجبات ويقلل استهلاكهم للطعام بنسبة تصل إلى 60%.
تُستخدم البالونات المعدية التقليدية في تقليل الوزن عبر شغل مساحة داخل المعدة لإحداث إحساس بالشبع. ومع ذلك، يُلاحظ أن فعاليتها تنخفض مع الوقت بسبب تعوّد المعدة على وجودها. كما أنها تُستخدم لفترات محدودة ولا تتيح تحكمًا ديناميكيًا.
تم تطوير البالون الجديد ليكون أكثر ديناميكية من البالونات التقليدية، إذ يمكن نفخه قبل الوجبات وتفريغه بعدها. هذا النظام يحاكي الإحساس بالشبع لفترات قصيرة فقط، ما يعزز من فعاليته في تقليل كمية الطعام المستهلكة.
يشبه البالون الجديد البالونات التقليدية لكنه يتصل بجهاز خارجي للتحكم في النفخ والتفريغ. يتم إدخال البالون عبر إجراء بسيط مشابه لزرع أنبوب تغذية، ويتم ضخ الهواء في البالون قبل الوجبة ليشغل حيزًا كبيرًا داخل المعدة، مما يقلل الرغبة في تناول كميات كبيرة من الطعام، ثم يُفرغ البالون من الهواء بعد انتهاء الوجبة لتجنب أي إزعاج للمريض.
أظهرت التجارب التي أُجريت على الحيوانات نتائج مشجعة، حيث انخفضت كمية الطعام التي تم تناولها بنسبة 60%. وعلى الرغم من أن الدراسة اقتصرت على فترة شهر واحد، فإن الباحثين يخططون لدراسات طويلة الأمد لتقييم تأثير البالون على الوزن بشكل عام.
يعد البالون الجديد خيارًا مناسبًا للأشخاص الذين لا يستطيعون الخضوع لجراحات السمنة مثل تحويل المسار أو ربط المعدة، مع تجنب الأعراض طويلة الأمد المرتبطة بالبالونات التقليدية، مثل ثبات الوزن بعد فترة.
يعتزم الباحثون تنفيذ تجارب إضافية لفترات أطول على البشر للتأكد من فعالية الجهاز في تحقيق خسارة الوزن المستدامة. كما يأملون في أن يكون هذا الجهاز خيارًا جديدًا للأشخاص الذين لا يستجيبون للأدوية أو غير المؤهلين للجراحة.
يمثل هذا الابتكار خطوة واعدة في علاج السمنة، حيث يتيح التحكم في الشهية بطريقة مبتكرة دون الحاجة إلى إجراءات جراحية معقدة. يمكن لهذا البالون الديناميكي أن يكون أداة فعالة لتقليل استهلاك الطعام وتحقيق أهداف فقدان الوزن بشكل مستدام.
