يستعد متداولو الذهب لتقلبات كبيرة هذا الأسبوع مع اقتراب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي سيعقد يوم الأربعاء، حيث من المتوقع أن تحدد قرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة ونبرة تعليقاته اتجاه المعدن الأصفر على المدى القريب. وبينما يزن المتداولون النتائج المحتملة، لا تزال أسعار الذهب تحت الضغط، مع استمرار قوة مؤشر الدولار في التأثير سلبًا على قيمة المعدن.
اجتماع الفيدرالي: محفز رئيسي لحركة أسعار الذهب
يعد اجتماع الفيدرالي المرتقب المحرك الأساسي لتداولات أسعار الذهب هذا الأسبوع. ينتظر المتداولون بفارغ الصبر قرار السياسة النقدية للبنك المركزي وسط إشارات مختلطة من أحدث البيانات الاقتصادية. جاءت قراءة التضخم لشهر نوفمبر أعلى من المتوقع، مما يشير إلى أن حرب الفيدرالي ضد التضخم لم تنتهِ بعد. وقد أدخل هذا العنصر حالة من عدم اليقين في توقعات السوق، حيث يدرس المتداولون ثلاثة سيناريوهات محتملة:
عدم خفض الفائدة مع نبرة متشددة (Hawkish):
على الرغم من أن هذا السيناريو غير مرجح، إلا أنه لا يمكن استبعاده تمامًا بسبب الضغوط التضخمية المستمرة. إذا قرر الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير وأشار إلى استمراره في مراقبة التضخم بحذر، فإن رد فعل السوق قد يكون حادًا. ستعزز هذه النبرة من قوة مؤشر الدولار، مما قد يسبب عمليات بيع مكثفة في الذهب. يرى المتداولون أن هذا السيناريو هو الأقل ملاءمة للذهب، حيث سيعيد التأكيد على التزام الفيدرالي بسياسة نقدية أكثر تشددًا.
خفض الفائدة مع نبرة متشددة:
السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ولكنه يرافق ذلك بنبرة متشددة. سيشير هذا السيناريو إلى أن البنك المركزي مستعد لتخفيف السياسة النقدية، ولكنه يظل حذرًا بشأن المخاطر التضخمية. بالنسبة للذهب، قد يؤدي هذا السيناريو إلى تعافٍ محدود في الأسعار، لكن المكاسب ستكون قصيرة الأجل على الأرجح. ستعمل النبرة المتشددة على تقييد أي زخم صعودي لأن المتداولين سيعتبرونها إشارة إلى أن تخفيضات الفائدة المستقبلية ستعتمد على تحسن إضافي في بيانات التضخم.
خفض الفائدة مع نبرة متساهلة (Dovish):
هذا السيناريو، على الرغم من أنه الأقل احتمالًا، ينطوي على خفض أسعار الفائدة مع تقديم نبرة متساهلة. بالنظر إلى مستويات التضخم الحالية، يبدو هذا السيناريو غير مرجح، لكنه لا يزال ممكنًا. إذا تحقق هذا السيناريو، قد يشهد الدولار تراجعًا كبيرًا، مما سيعزز من قوة اليورو مقابل الدولار الأمريكي ويرفع معنويات المخاطرة في الأسواق.
مؤشر الدولار مقابل الذهب: صراع قوي
كانت قوة مؤشر الدولار عاملًا مستمرًا يضغط على حركة أسعار الذهب، وهذا الأسبوع ليس استثناءً. في حالة اتخاذ الفيدرالي موقفًا متشددًا، من المتوقع أن يواصل الدولار قوته، مما يضيف مزيدًا من الضغوط على المعدن الأصفر. وعلى العكس، أي إشارات على تساهل من الفيدرالي قد تضعف الدولار، مما قد يوفر بعض الراحة للأسواق. لكن التوقعات الحالية تميل إلى السيناريو المتشدد، مما يشير إلى أن هيمنة الدولار قد تستمر على الأقل في المدى القصير.
سيناريوهات محتملة بعد اجتماع الفيدرالي
بالنظر إلى النتائج المحتملة لاجتماع الفيدرالي، لا يزال مسار حركة الأسعار غير واضح. وفيما يلي تأثير السيناريوهات على السوق:
- عدم خفض الفائدة مع نبرة متشددة:
سيشهد السوق تراجعًا حادًا، حيث يعتبر المتداولون أن هذه إشارة قوية على التزام الفيدرالي بمكافحة التضخم. - خفض الفائدة مع نبرة متشددة:
في هذا السيناريو، قد نرى بعض التعافي في السوق في البداية، لكن المكاسب ستظل محدودة بسبب النبرة المتشددة. - خفض الفائدة مع نبرة متساهلة:
سيكون هذا السيناريو الأكثر إيجابية للأسواق، حيث قد يدفع ضعف الدولار المتداولين إلى زيادة الإقبال على الأصول ذات المخاطر المرتفعة.
الأربعاء: يوم حاسم للأسواق
بينما يظل قرار خفض الفائدة نفسه محوريًا، فإن النبرة التي سيتبناها الفيدرالي وتوقعاته المستقبلية ستحمل وزنًا أكبر. سيتابع المتداولون تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول عن كثب للبحث عن دلائل حول نهج البنك المركزي طويل الأمد بشأن التضخم وتيسير السياسة النقدية. أي انحراف عن التوقعات قد يؤدي إلى تحركات حادة في الأسواق، مما يجعل الأربعاء يومًا حاسمًا.
الخلاصة: الأسواق تواجه أسبوعًا حاسمًا
تواجه الأسواق نقطة تحول رئيسية، حيث يُتوقع أن يملي اجتماع الفيدرالي اتجاهها. سيكون التفاعل بين قرار الفائدة، تعليق الفيدرالي، وقوة مؤشر الدولار عاملًا أساسيًا في تحديد المسار القادم. بينما تظل الأسواق في حالة ترقب، قد تؤدي أي مفاجآت إلى تغيير كبير في الصورة العامة. في الوقت الحالي، يتبنى المتداولون موقفًا حذرًا في انتظار نتيجة هذا الأسبوع الحاسم.
4o
