«أسرار الماضي وتقنيات الحاضر».. كيف ساهمت التكنولوجيا في اكتشاف أثري جديد بأعماق نهر النيل

«أسرار الماضي وتقنيات الحاضر».. كيف ساهمت التكنولوجيا في اكتشاف أثري جديد بأعماق نهر النيل
اخبار بواسطة: المصري اليوم المشاركة في: يوليو 18, 2024 مشاهدة: 261

سنوات طويلة والآثار المصرية القديمة تُفاجئنا بعظمة تشبه في تألقها سطوع الشمس، وسواء كانت في الصحاري أو المياه، على الأرض أو باطنها، فدائمًا تزهلنا براعة صُناعها الأعزاء تاركين لنا إرثًا حضاريًا ضخمًا لازال يُدهش العالم حتى يومنا هذا، وفي اكتشاف أثري جديد بأعماق نهر النيل الخالد، اختبأت كنوز الحضارة المصرية القديمة التي ترعرعت على ضفافه.

وأن تجتمع التكنولوجيات الحديثة مع عظمة هذه الحضارة للكشف عن قصص جديدة تسطر تاريخًا لم يظهر للنور بعد، هو سبق جديد أضافته البعثة الأثرية المصرية الفرنسية بقصة جديدة لاكتشافات مذهلة عبر استخدام تقنيات التصوير الحديثة للاكتشافات الأثرية المتنوعة.

نجحت البعثة، في الكشف عن نقوش لبعض ملوك الدولة الحديثة والعصر المتأخر تحت مياه النيل بأسوان في إطار مشروع المسح الأثري الفوتوغرافي الأول من نوعه تحت مياه النيل بأسوان، في الكشف عن لوحات ونقوش وصور مصغرة لملوك عظام من عصور مصر القديمة، شملت أمنحتب الثالث وتحتمس الرابع وبسماتيك الثاني وإبريس. فألقت هذه الاكتشافات الضوء على جوانب جديدة من تاريخ ملوكها العظام، مؤكدة ثراء الحضارة المصرية القديمة.

تقنيات حديثة تُعيد إحياء النقوش

لم تكن مهمة الكشف عن هذه كنوز أثرية بأعماق نهر النيل في أسوان ودراسة النقوش الصخرية الواقعة بين خزان أسوان والسد العالي والتي تم اكتشافها في ستينات القرن الماضي خلال حملة إنقاذ آثار النوبة لبناء السد العالي والتي لم يتم دراستها من قبل، أمرًا سهلًا بل تطلب الأمر استخدام تقنيات متطورة لتمكين البعثة من العمل في بيئة صعبة تحت الماء، وعليها أعلنت البعثة اعتمادها على مزيج من التقنيات الحديثة، شملت:

  • المسح الأثري: تم استخدام تقنيات المسح الأثري لتحديد مواقع النقوش بدقة عالية.
  • التصوير الفوتوغرافي والفيديو تحت المائي: تم التقاط صور وفيديوهات عالية الدقة للنقوش من زوايا مختلفة.
  • التصوير المساحي الضوئي (فوتوجرامتري): تم استخدام هذه التقنية لإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد دقيقة للنقوش، مما سمح بدراستها وتحليلها بشكل أفضل.
  • الرسم الأثري: قام فنانون أثريون برسم النقوش بدقة عالية، للحفاظ على تفاصيلها الدقيقة.
  • الغوص: استخدم أعضاء البعثة معدات غوص متطورة للوصول إلى مواقع النقوش تحت الماء.
تقنيات حديثة تكشف أسرار كنوز أسوان تحت الماء

تقنيات حديثة تكشف أسرار كنوز أسوان تحت الماء

تعتبر أبرز التقنيات المستخدمة بالكشف الآثري هو لتصوير المساحي الضوئي (فوتوجرامتري)، وهو تقنية متقدمة تعتمد على تحليل الصور الفوتوغرافية لإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد دقيقة للآثار ويُبنى عمل التصوير الفوتوجرامتري على اتخاذ صور فوتوغرافية متعددة من زوايا مختلفة للمكان المراد مسحه أو الآثر.

ثم يبدأ في معالجة الصور باستخدام برامج متخصصة، ويتم تحليل الصور واستخراج المعلومات الهندسية مثل الموقع النسبي للنقاط في كل صورة. من ثم إنشاء النموذج ثلاثي الأبعاد من خلال ربط النقاط المتناظرة بين الصور، يتم بناء نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد دقيق يمثل الشكل والحجم الحقيقي للشيء أو المكان.

تقنيات حديثة تكشف أسرار كنوز أسوان تحت الماء

ويمتاز «الفوتوجرامتري» بتقديم نماذج ثلاثية الأبعاد دقيقة للغاية، تُقارن بدقة المسح الأرضي التقليدي. فيُعد التصوير المساحي الضوئي (فوتوجرامتري) تقنية ثورية تُحدث نقلة نوعية في العديد من المجالات، خاصةً مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي ومعالجة الصور.

وفيما يخص هذا الاكتشاف الأثري تحديدًا يقول الدكتور إسلام سليم مدير عام الإدارة العامة للآثار الغارقة بالمجلس الأعلى للآثار في بيان رسمي لوزارة الآثار، أن البعثة حاليا تعمل على إنتاج نماذج ثلاثية الأبعاد للنقوش المكتشفة ودراستها تمهيدا لنشرها نشرًا علميًا مما يساهم في حمايتها وحفظها، مشيراً إلى أن أعمال المسح الأثري تشير إلى احتمالية اكتشاف نقوش ومعلومات تاريخية جديدة عن تاريخ مصر القديمة لاسيما فترة الأسرة الثامنة عشر خاصة فترة حكم الملك تحتمس الرابع والملك أمنحتب الثالث بالإضافة إلى بعض الملوك من العصر المتأخر لاسيما فترة الملك بسماتيك الثاني والملك إبريس.

اقرأ هذا على المصري اليوم
  تواصل معنا
 تابعنا علي
خريطة الموقع
عرض خريطة الموقع
  من نحن

موقع موجز نيوز يعرض جميع الأخبار من المواقع العربية الموثوقة لكي تكون متابع لجميع الأخبار علي مدار الساعة