كشفت أحدث تقارير من منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» عن ارتفاع معدلات السمنة وزيادة الوزن بين البالغين في عام 2022، حيث بلغ انتشار السمنة بين البالغين في الدول العربية 32.1% أي أكثر من ضعف المتوسط العالمي 15.8%.
وتعد مصر من ضمن أعلى المعدلات للسمنة بين البالغين في الدول العربية حيث تصدرت القائمة بنسبة 44.3%، كما جاءت ضمن أعلى 3 دول عربية التي تشهد زيادة في معدلات زيادة الوز ن لدى الأطفال دون سن الخامسة.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة أسماء الدحدوح، استشاري التغذية العلاجية، إن ارتفاع معدلات السمنة في مصر له علاقة معدلات الدخل فكلما قل الدخل زادت السمنة؛ نظرًا لقلة الوعي بأهمية التغذية السليمة والصحية، لهذا نحتاج لزيادة الوعي عبر منصات الإعلام المختلفة.
وأوضحت الدحدوح، في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم»، أن كثرة إعلانات المطاعم عبر منصات التواصل الاجتماعي تشجع الكثير على تناول هذا النوع من الطعام غير صحي؛ لأنه يحتوي على الكثير من مكسبات الطعام غير صحية التي تزيد بدورها من السمنة، مشددة على أن الأطفال الأقل من 18 عامًا هم الفئة الأكثر عرضة للسمنة وفقًا للأبحاث بنسبة تجاوزت 45% من الإجمالي و30% من الأطفال لديهم مقاومة للأنسولين.
وأشارت إلى أن الطعام الصحي غير مكلف إلا أن قلة الوعي والدخل يمكن أن تجعل أن فكرة الطعام مهمة لدى الفرد لأنه ليس شعور بالجوع بل شعور بأن الطعام لن يتاح مرة أخرى في اعتقاد هذا الفرد لذلك يحدث نهم شديد للطعام مع قلة الوعي بالعناصر الغذائية التي لا بد من تناولها، مؤكدة أن درجة الوعي لها تأثير على الصحة وخاصة السمنة وفقًا للأبحاث والدراسات.
وأفادت بأن كلما زادت طبقة الفكر كلما زاد الوعي بالعناصر الغذائية اللازمة لتناول الطعام وهو ما يسمى بـ «مثلث الرعب» أي «كم، كيف، الوقت» الأولى وهي الكم تعني كمية الطعام التي يجب تناولها وتوازن العناصر فيها، وكيف تعني طريقة طهي العناصر الغذائية بطريقة سليمة وصحيحة حتى لا تفقد قيمتها الغذائية، أما الوقت فهو على مدار الـ 12 ساعة من الاستيقاظ وللأفراد الأصحاء، مشددة على أن أصحاب الأمراض المزمنة لهم جدول غذائي خاص بهم، أما الأصحاء فعليهم تناول الطعام بعد نصف ساعة من الاستيقاظ بفطور متوازن ثم بعد 4 ساعات تحدث وجبة الغداء ويتخلل هذا الوقت تناول ثمرة فاكهة على أن يكون العشاء في نفس موعد تناول الفطار.
يشار إلى أن جمهورية مصر العربية دشنت المبادرة الرئاسية لاكتشاف وعلاج سوء التغذية (أنيميا- سمنة- تقزم) بين تلاميذ المدارس الابتدائية للفئة العمرية من 6 إلى 12 سنة وعلاج ومتابعة الحالات الإيجابية المكتشفة، حيث بلغت نسبة حالات الفحص منذ بدء المبادرة في يناير 2019 على 56.808.976 حالة فحص.