في خطوة طبية وصفت بالثورية، كشف الجراح العالمي السير «مجدي يعقوب»، عن ابتكار جديد قد يُحدث تحولًا كبيراً في علاج أمراض القلب. يتناول الابتكار صمامات قلب حية يمكن زراعتها في جسم المريض، وهي صمامات طبيعية تتشكل من خلايا الجسم نفسه. قد تساهم هذه التقنية في حل العديد من المشكلات التي يعاني منها مرضى القلب.
كما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فإن الصمامات الحية عبارة عن صمامات قلب صناعية، لكن مع اختلاف كبير، فبدلاً من التي يتم صناعتها من مواد صناعية مثل المعادن أو البلاستيك، يتم إنشاء هذه الصمامات الجديدة من الألياف الحيوية التي تُزرع داخل جسم المريض. تعمل هذه الألياف كـ «سقالة» أو هيكل داعم، وعندما تزرع في الجسم، تبدأ خلايا المريض في النمو عليها، مما يؤدي في النهاية إلى تكوين صمام حيوي يتكون من أنسجة الجسم نفسه. بعد فترة، تذوب الألياف لتترك وراءها صمامًا حيًا ومتكاملًا، مما يلغي الحاجة لصمامات صناعية دائمة.
تعمل التقنية عن طريق زرع صمام مؤقت مصنوع من الألياف. توفر هيكلًا يُمّكن خلايا الجسم من التفاعل معه والنمو عليه، مما يساعد على بناء صمام قلب طبيعي خلال فترة من الزمن. ومع تطور الخلايا، تختفي الألياف تمامًا، ليحل محلها صمام طبيعي من الأنسجة الحيوية الخاصة بالمريض.
يخطط السير مجدي يعقوب، وفريقه الطبي، لبدء تجارب سريرية على الصمامات الحية. ستُجري التجارب على ما بين 50 إلى 100 مريض، بما في ذلك الأطفال الذين يعانون من عيوب قلبية خلقية. ستشمل التجارب مقارنة بين الصمامات الحية، والأخرى الصناعية التقليدية، وستتعاون العديد من المؤسسات الطبية العالمية في هذا البحث.
أشاد عدد من الخبراء الطبيين بهذه التقنية، إذ وصفوا الصمامات الحية بأنها «الكأس المقدسة» لجراحة صمام القلب.
أعربت الدكتورة «سونيا بابو نارايان»، المديرة الطبية المساعدة لمؤسسة القلب البريطانية، عن تفاؤلها حيال هذه التقنية الجديدة، وأكدت أنها قد تحدث تغييرًا كبيرًا في مجال جراحة القلب.
وأوضحت «سونيا»، أنه من المتوقع أن يحدث هذا الاكتشاف تحولًا كبيرًا في طريقة علاج أمراض القلب في المستقبل، خاصةً بالنسبة للأطفال الذين يعانون من مشاكل قلبية منذ الولادة. توفر الصمامات الحية لهم فرصًا أكبر للعيش حياة طويلة وصحية دون الحاجة إلى تدخلات جراحية متكررة، فعادة ما يحتاج مرضى القلب الذين خضعوا لزرع صمام صناعي إلى إجراء عمليات جراحية متكررة لتغيير هذه الصمامات بعد فترة من الزمن.
كذلك يمكن تقليل خطر الرفض المناعي، إذ تتكون الصمامات الحية من أنسجة المريض نفسه، وبالتالي يقلل ذلك من احتمال رفض الجسم لهذه الصمامات، وهو ما قد يحدث مع الصمامات الصناعية التي تتكون من مواد غريبة على الجسم. ستكون هذه التقنية مفيدة بشكل خاص للأطفال المصابين بعيوب قلبية، حيث سيتكيف الصمام مع نمو الطفل مع مرور الوقت، مما يلغي الحاجة لاستبداله بعد فترة قصيرة.
يعد ابتكار الصمامات الحية خطوة مهمة في عالم جراحة القلب. من خلال هذا التطور، قد يصبح العلاج أكثر أمانًا وفعالية، ويقلل من معاناة المرضى. مع بدء التجارب السريرية، سيكون عالم الطب على موعد مع تطور كبير قد يعيد الأمل لكثير من المرضى، ويمنحهم فرصة لحياة أفضل.