
في إطار تحديثاتها الدورية بشأن سلامة اللقاحات، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، في 25 يونيو 2025، تحديثًا جديدًا لنشرات معلومات لقاحات «فايزر»، و«موديرنا» من نوع mRNA، حذّرت فيه من احتمال حدوث حالات نادرة من التهاب عضلة القلب (Myocarditis)، والتهاب التامور (Pericarditis)، خاصة في الفئة العمرية بين 12 و24 عامًا، وخصوصًا لدى الذكور.
وأفاد التقرير بأن نسبة الإصابة بلغت حوالي 27 حالة لكل مليون جرعة، بين الشباب الذكور، مقابل 8 حالات لكل مليون لدى باقي الفئات، وذلك في غضون أسبوع من تلقي اللقاح. وأشارت بعض الدراسات إلى استمرار علامات إصابية بالقلب لدى بعض الحالات بعد مرور خمسة أشهر، إلا أن الهيئة أكدت أن معظم الحالات كانت خفيفة واستجابت للعلاج سريعًا.
وفي هذا السياق علق الدكتور روبرت موريس، أستاذ الصحة العامة بجامعة واشنطن، لوكالة «أسوشيتد برس»، قائلًا: «نحن بحاجة إلى فهم من هم الأكثر عُرضة لهذه الحالة، حتى نتمكن من تقليل المخاطر المحتملة في المستقبل».
وفي سياق متصل، علّق الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح في مصر، في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم» موضحا أن الدراسة لم تتابع الحالات التي شُفيت، ولم تحدد بدقة من أصيب باعتلال دائم بالقلب. ولو أُخذت هذه النسبة فقط من الحالات التي لم تُشفَ، لكانت الأرقام أقل بكثير. وتابع موضحا أن التهاب عضلة القلب هو عرض ممكن يحصل بعد أي هجمة مناعية، سواء بعد الإصابة بكورونا أو بعد تلقي اللقاح. ولكن النسب كانت أقل مع اللقاح مقارنة بالإصابة المباشرة بالفيروس. وقال إن المضاعفات الناتجة عن اللقاح أبسط بكثير من مضاعفات الإصابة بالفيروس نفسه. وأنه بالرغم من أن للقاحات آثار جانبية إلا أنها حمت أجيالًا من كارثة صحية كانت قد تمتد لسنوات.
وأضاف أن خطورة الأعراض الجانبية يجب أن تُقارن بخطورة المرض ذاته، وكفة اللقاحات كانت ولا تزال راجحة.
وأشار الدكتور أمجد الحداد إلى أن بعض الأعراض الجانبية مثل الجلطات أيضًا كانت نادرة جدًا ولم تؤدِ دائمًا إلى الوفاة، مشددًا على أن لقاح كورونا مثل موديرنا تم تطويره بشكل سريع تحت ضغط الجائحة، ما يجعل ظهور آثار جانبية أمرًا مفهومًا وقابلًا للتعامل الطبي.