
في عصرنا الرقمي، أصبح الإفراط في استخدام الشاشات مصدر قلق بالغ، لا سيما بين الأطفال والمراهقين، وأظهرت دراسات حديثة وجود روابط مثيرة للقلق بين الاستخدام المطول للشاشات وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية لدى الفئات العمرية الأصغر سنًا، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".
وتشير الأبحاث إلى أن قضاء أكثر من ثلاث ساعات يوميًا على الشاشات، سواءً كانت هواتف ذكية أو أجهزة كمبيوتر أو أجهزة تليفزيون، يمكن أن يزيد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب الأيضية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول، ومقاومة الأنسولين، حيث تتفاقم هذه المشكلات الصحية بسبب قلة النوم، المرتبط غالبًا بالتعرض لفترات طويلة للشاشات، لذلك يُعد فهم هذه المخاطر أمرًا بالغ الأهمية للآباء والأطباء لتطبيق استراتيجيات تعزز صحة القلب في العصر الرقمي.
فيما يلى.. مخاطر صحية مبكرة مرتبطة بالوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات:
المخاوف الصحية المتعلقة بالأيض القلبي
ارتبط الإفراط فى استخدام الشاشات بالعديد من مشكلات القلب والأيض لدى الشباب، وقد وجدت دراسة شملت أكثر من 1000 شاب دنماركي أن كل ساعة إضافية من استخدام الشاشات يوميًا ترتبط بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول، وزيادة مقاومة الأنسولين، حيث تساهم هذه العوامل فى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية في مراحل لاحقة من الحياة.
تأثير الحرمان من النوم
استخدام الشاشات لفترات طويلة، خاصة قبل النوم، قد يؤثر على أنماط النوم، حيث ارتبط انخفاض مدة النوم وسوء جودته بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، ويؤدي الجمع بين الإفراط في استخدام الشاشات وقلة النوم إلى دورة ضارة تؤثر سلبًا على صحة القلب مع مرور الوقت.
المؤشرات المبكرة لإجهاد القلب
حتى فى مرحلة المراهقة، تظهر علامات إجهاد القلب والأوعية الدموية، فقد لوحظ ارتفاع في معدل ضربات القلب أثناء الراحة وارتفاع ضغط الدم لدى المراهقين الذين يقضون وقتًا طويلاً أمام الشاشات، وتؤكد هذه المؤشرات المبكرة أهمية معالجة عادات استخدام الشاشات للوقاية من مشكلات القلب على المدى الطويل.
فيما يلى.. استراتيجيات للتخفيف من مخاطر صحة القلب لدى الشباب:
مراقبة وقت الشاشة والحد منه
من الضروري تحديد وقت يومي لاستخدام الشاشات، حيث توصي جمعية القلب الأمريكية بألا يتجاوز وقت الشاشة الترفيهي للأطفال والمراهقين عن ساعتين يوميًا، مع تشجيع ممارسة الأنشطة التي لا تتضمن شاشات، مثل اللعب في الهواء الطلق أو ممارسة الهوايات، ويمكن أن يساعد ذلك فى تقليل التعرض للشاشات بشكل عام.
إعطاء الأولوية للنشاط البدني
ممارسة النشاط البدني المنتظم ضروري لصحة القلب والأوعية الدموية، وتشجيع الأطفال والمراهقين على ممارسة نشاط بدني متوسط إلى قوي لمدة 60 دقيقة على الأقل يوميًا يمكن أن يُخفف من الآثار السلبية للجلوس لفترات طويلة وقضاء وقت طويل أمام الشاشات.
تشجيع عادات نوم صحية
إن اتباع روتين نوم خالٍ من الشاشات يُحسّن جودة النوم، فالحد من استخدام الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل يُساعد على تقليل اضطرابات النوم، ويُعزز الصحة العامة، وصفاء الذهن، وتوازن الهرمونات، والاسترخاء، كما أن أنشطة مثل القراءة والتأمل والتمدد الخفيف تُحسن الاستعداد للنوم، وتُحسن الصحة النفسية على المدى الطويل.
تثقيف وإشراك الأسر
إن إشراك جميع أفراد الأسرة في عادات صحية لاستخدام الشاشات قد يكون فعالًا للحد في استخدام الشاشات، حيث أن تحديد أهداف جماعية لوقت استخدام الشاشات والمشاركة في أنشطة مشتركة من شأنهما تهيئة بيئة داعمة لسلوكيات صحية للحفاظ على صحة القلب.