
يوجد الكثير من الأنظمة الغذائية التى تساعد على انقاص الوزن، بعضها ما يقوم على اسس صحية، والبعض الأخر يهدف إلى التخلص من الوزن الزائد فى أسرع وقت ممكن، إلا أنها قد تسبب فى متاعب صحية، بجانب سرعة استرداد الجسم للوزن المفقود.
ويعد صيام الماء، من أحدث صيحات "الدايت" لإنقاص الوزن، حيث يعتمد هذا النظام على الصيام لمدة أسبوع كامل مع تناول الماء فقط، بهدف التخلص من الوزن الزائد وتحسين الحالة المزاجية، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى الالتهاب وفقدان العضلات أكثر من الدهون، وفقا لموقع "News medical life science".
وفى دراسة نشرتها مجلة PLOS ONE ، قام باحثون في ليتوانيا بالتحقيق في كيفية تأثير فترة الصيام لمدة خمسة أيام على العلامات الفسيولوجية وتكوين الجسم، بالإضافة إلى كيفية ارتباط السمات النفسية بالتغيرات في الدهون والكتلة الخالية من الدهون.
ووجد الباحثون أنه بعد الصيام، أظهر المشاركون انخفاضًا في الوزن، وانخفاضًا في مستويات الجلوكوز والأنسولين واللبتين، وارتفاعًا في مستويات الكيتونات، كما لوحظ تحسن في المزاج، مع زيادة في فقدان الدهون مرتبطًا بانخفاض الاندفاعية وتحسين الصحة النفسية.
تفاصيل الدراسة
شملت هذه الدراسة 42 امرأة سليمة، تتراوح أعمارهن بين 40 و60 عامًا، وحافظت المشاركات على وزن ثابت، ولم يتناولن أدوية تؤثر على عملية الأيض، ولم يعانين من أمراض مزمنة خطيرة، والجدير بالذكر أن 72% منهن حاولن إنقاص وزنهن خلال السنوات الخمس الماضية، وإن لم يكن ذلك مؤخرًا.
وشملت الدراسة مرحلة تحضيرية (أربعة أسابيع) ومرحلة صيام (خمسة أيام). خلال فترة التحضير، نُصح المشاركون بتناول ثلاث وجبات منتظمة يوميًا دون وجبات خفيفة، وخلال فترة الصيام، تناولوا الماء فقط، واتبعوا روتينًا يوميًا منظمًا، شمل تمارين صباحية لمدة 50 دقيقة، ومشيًا لمسافة تتراوح بين خمسة وسبعة كيلومترات، وجلسات تثقيفية، وجلسات ساونا وتدليك بإشراف طبي.
النتائج الرئيسية
خلال فترة الصيام، شهد المشاركون انخفاضًا ملحوظًا في كتلة الجسم بلغ 4.25 كجم (4.8%)، مع انخفاض كتلة الدهون بأكثر من كجم بقليل (3.7%)، وكتلة الجسم النحيل (LBM) بمقدار 3.18 كجم (5.4%)، وهي خسارة نسبية أكبر من خسارة كتلة الدهون، مما أثار مخاوف بشأن الحفاظ على العضلات أثناء الصيام لفترات طويلة، وانخفض محيط الخصر بمقدار 6.6 سم، مع أن منطقة الدهون الحشوية (DWF) لم تتغير بشكل ملحوظ، بل مالَت إلى الزيادة الطفيفة.
وانخفضت مستويات الجلوكوز والأنسولين واللبتين في الدم بشكل ملحوظ، وزادت أجسام الكيتون خمسة أضعاف، بينما انخفض الإيريسين بشكل ملحوظ، و ارتفعت مؤشرات الالتهاب، وهى عامل نخر الورم ألفا (TNF-alpha) والإنترلوكين 6 (IL-6)، بنسبة 25.9% و52.2% على التوالي، ولم يتغير ضغط الدم الانبساطي والانقباضي بشكل ملحوظ.
من الناحية النفسية، أفاد المشاركون بزيادة نشاطهم وانخفاض توترهم، وأظهر التحليل الارتباطي أن ارتفاع مستويات الأديبونيكتين قبل الصيام يُنبئ بفقدان أكبر للدهون وانخفاض أقل في كتلة العضلات السفلية.
وتشمل نقاط قوة الدراسة تركيزها على المؤشرات الحيوية الموضوعية ومؤشرات المزاج. إلا أن هناك قيودًا تشمل عدم وجود مجموعة ضابطة، وتجانس المشاركين (نساء في منتصف العمر)، وتاريخ فقدان الوزن السابق للمشاركات الذي قد يؤثر على النتائج، وعوامل نمط الحياة غير المنضبطة. ويؤكد الباحثون أن الارتباطات لا تعني بالضرورة علاقة سببية بين العوامل النفسية والنتائج الفسيولوجية.
على الرغم من هذه القيود، تُسلّط الدراسة الضوء على أن العوامل النفسية الفردية قد تؤثر على نتائج الصيام. وقد تُحسّن أساليب الصيام المُخصّصة، مع مراعاة الاستعداد العاطفي والنفسي، من فعاليته وسلامته.